
مقدمة
الوقت مفصليّ في الألعاب الرياضية، ثوانٍ تحدّد الرابح والخاسر، وقرارات مصيرية لشعوب تتخذ في دقائق. نعمل بسرعة لكسب الوقت، ونتحايل عليه لننجز أكثر. نلهث وراءه ووراء الحياة. لكن نسمع ممّن باتوا في خريف العمر أن الوقت مرّ بسرعة. فلنتروَّ، أقلّه لساعة، ونستمتع بجولةٍ جديدة.

لا تكمل الجولة دون موسيقى.
نقدم لكم/ن اللائحة الموسيقية لهذا الأسبوع. رحلة موفقة!
انقر هنا للاستماع إلى اللائحة الموسيقية
حدث الأسبوع

افتتح أولمبياد طوكيو يوم الجمعة 23 تموز/ يوليو في حفل غاب عنه الجمهور، بسبب فيروس كورونا، وبحضور عدد من كبار الشخصيات العالمية، أبرزهم الإمبراطور الياباني ناروهيتو، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزوجة الرئيس الأمريكي جو بايدن جيل بايدن، وأمير موناكو ألبير الثاني. استطاع العرب حيازة عدد من الميداليات في الأيام الأولى للأولمبياد :
- السبّاح التونسي أيوب الحفناوي (18 عاماً) فاز بسباق 400 متر سباحة حرة وأحرز أول ميدالية ذهبية للعرب في الأولمبياد
- عبدالله الرشيدي من الكويت أحرز الميدالية البرونزية في رماية الأطباق “السكيت”
- هداية ملاك من مصر حصدت أول ميدالية برونزية في التايكواندو وزن 67 كغ
- سيف عيسى من مصر أحرز الميدالية البرونزية في التايكواندو وزن 80 كغ
- صالح الشرباتي من الأردن أحرز الميدالية الفضية في التايكواندو تحت وزن 80 كغ
- محمد الجندوبي من تونس أحرز الميدالية الفضية في التايكواندو
: وقد شاركت النساء العربيات في الأولمبياد، عبر ألعاب رياضية عدة، كاسرات طغيان الذكور على المجال الرياضي. أبرز المشاركات
- هداية ملاك لاعبة تايكواندو من مصر
- أنس جابر لاعبة كرة المضرب من تونس
- ندى لعرج لاعبة تايكواندو من المغرب
- هند ظاظا لاعبة كرة الطاولة من سوريا
- هناء بركات عداءة من فلسطين
- صونيا عسلة لاعبة جودو من الجزائر
- إسراء خوجلي جدافة من السودان
إلى جانب الرياضة، حضرت القضية الفلسطينية عقب انسحاب اللاعب فتحي نورين، لاعب جودو جزائري، من أولمبياد طوكيو قبل انطلاق البطولة، بعدما أوقعته القرعة في مواجهة محتملة مع منافس إسرائيلي. وقبل انسحابه قال نورين: “كنت أنتظر أن أنتصر في ميدالية، ولكن انتصرت بقضية وهذا شرف لي، لما نشوف الفلسطينيين فرحانين بي، لما نشوف إن الكيان الصهيوني غضب من هذا الانسحاب، فهذا لي شرف وأعتز به، ولن أرجع عن قراري وإن كلفني الأمر ما لا أطيق”. وكان يفترض أن يواجه نورين السوداني محمد عبد الرسول يوم الاثنين 26 تموز/ يوليو في افتتاح تصفيات وزن 73 كيلوغراماً، على أن يواجه الفائز منهما الإسرائيلي بوتبول. وعاد عبد الرسول وانسحب يوم الاثنين 26 تموز/ يوليو، لتجنب ملاقاة لاعبٍ إسرائيلي.
وقد فتح الاتحاد الدولي للجودو تحقيقاً، وقرر وقف اللاعب الجزائري ومدربه بشكلٍ مؤقت. وأكّد الاتحاد أنّ “انسحاب نورين يتعارض تماماً مع فلسفة الاتحاد الدولي للجودو، الذي لديه سياسة صارمة إزاء التمييز وتعزيز التضامن كمبدأ أساسي وهو ما تعززه قيم الجودو”. وتُعَدّ هذه المرة الرابعة التي ينسحب فيها نورين من المنافسة أمام إسرائيل، فقد انسحب من الدور الثالث من بطولة العالم للجودو في عام 2019، التي أقيمت في اليابان أيضاً لتفادي مواجهة اللاعب نفسه. وفي حديث لوسائل إعلام جزائرية، قال نورين إن “موقفي ثابت من القضية الفلسطينية، وأرفض التطبيع وإن كلفني ذلك الغياب عن الألعاب الأولمبية، سيعوضنا الله”.
ومن الأحداث اللافتة عربياً في الأولمبياد، كان اللقاء يوم الافتتاح الذي جمع بين الشقيقين .محمد وعلاء ماسو اللذين انفصلا بسبب الحرب في سوريا منذ عام 2011. وقد جاءت مشاركة محمد ماسو ضمن قائمة المنتخب الرسمي السوري، فيما كانت مشاركة شقيقه علاء ضمن قائمة فرق اللاجئين القادمة من ألمانيا. وقد شهدت صورة لقاء الشقيقين تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل فرحة لقاء الشقيقين محمد وعلاء.

سجال ساخن

شهدت شوارع تونس يوم الأحد 25 تموز/ يوليو تظاهرات على أثر تردي الأوضاع الاقتصادية والصحية في البلاد، تخللتها اشتباكات بين الشرطة والمحتجين، فأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واعتقلت عدة أشخاص.
.وكان المتظاهرون قد طالبوا بحل البرلمان، رافعين شعارات ضد حزب النهضة الحاكم ورئيس الوزراء هشام المشيشي. واقتحم المتظاهرون مكاتب حزب النهضة الحاكم وحطموا أجهزة الكمبيوتر. فيما ألقى الحزب باللوم على عصابات إجرامية تحاول زرع بذور الفوضى والدمار .وعلى أثر الأحداث قرّر الرئيس التونسي قيس سعيد، بعد اجتماعه مع قادة عسكريين وأمنيين في قصر قرطاج الرئاسي، تجميد البرلمان ورفع الحصانة عن جميع النواب ، وإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي، معلناً توليه رئاسة السلطة التنفيذية، بمساعدة رئيس وزراء جديد يعينه هو وردّ رئيس مجلس النواب ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي على قرارات سعيد، متهماً إياه بتنفيذ انقلاب على الثورة والدستور، مضيفاً: “نحن نعتبر أن المؤسسات لا تزال قائمة، وسيدافع أنصار النهضة والشعب التونسي عن الثورة”. وأغلقت قوات الأمن البرلمان والشوارع المحيطة بشارع الحبيب بورقيبة، ومنع الجيش التونسي رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي، من دخول مبنى البرلمان. وقد وصف معارضو الرئيس خطوته بـ “الانقلاب” ، فيما وصف الغنوشي التحركات بـ “الانقلاب والاعتداء على الديمقراطية”، وأضاف: “نحن قادرون أيضاً على تنظيم مظاهرات كبيرة لإظهار عدد التونسيين الذين يعارضون هذه القرارات”.
يعتبر تولي سعيد رئاسة السلطة التنفيذية بمثابة تحدٍ لدستور عام 2014 الذي قسم السلطات بين رئيس الدولة ورئيس الوزراء والبرلمان. وفي بيانٍ له، اعتبر سعيد أن “كثيراً من الناس خدعوا بالنفاق والغدر، وسُلبت حقوق الناس”، مؤكداً أن “أفعاله تتماشى مع الدستور”، إذ يسمح الدستور للرئيس بتعليق البرلمان في حال كان هناك خطر وشيك. وتعهد سعيد “كل من يفكر في اللجوء إلى السلاح … ومن يطلق رصاصة، سترد عليه القوات المسلحة بالرصاص”. وعقب إعلان قرارات الرئيس، نزل التونسيون إلى الشوارع للاحتفال، وانضم الرئيس التونسي إلى الناس في العاصمة تونس. لاحقاً أعلن الغنوشي عن اعتصام أمام مجلس النواب، وتجمع أنصار حزب النهضة، ووقعت
.اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي قرارات الرئيس ردود الأفعال
- .لرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي: وصف ما حدث بالانقلاب، معتبراً أن فض النزاعات يكون بالقانون والدستور والانتخابات الحرة والنزيهة والحفاظ على السلم المدني. وحذر من انقلاب الأوضاع من الأسوأ اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً
- .الولايات المتحدة الأميركية: في اتصال هاتفي، حث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الرئيس التونسي على احترام الديمقراطية، وشجعه على الاستمرار في الحوار المفتوح مع جميع الأطراف السياسية والشعب التونسي، والالتزام بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، متعهداً دعم الاقتصاد التونسي ومساعدة البلاد في مواجهة انتشار فيروس كورونا
- تركيا: قال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إبراهيم كالين: “نرفض تعليق الديمقراطية وتجاهل إرادة الشعب الديمقراطية في تونس الصديقة والشقيقة”. وأعربت وزارة الخارجية التركية في بيان، عن قلقها من التطورات، داعيةً إلى الحفاظ على الشرعية الديمقراطية. .وانتقدت حكومات أجنبية ما حدث، فقالت وزارة الخارجية التركية إنها “قلقة للغاية” من التطورات الأخيرة في تونس، ودعت إلى استعادة “الشرعية الديمقراطية”
- ألمانيا: أملت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية ماريا أديبهر، أن تعود تونس في أقرب وقت ممكن إلى النظام الدستوري، مشيرةً إلى أن الديمقراطية ترسخت جذورها في تونس منذ 2011. وأضافت أن ألمانيا لا تريد التحدث عن انقلاب
- روسيا: قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا تراقب التطورات في تونس، آملاً أن لا يهدد أي شيء استقرار ذلك البلد وأمن

ميزان جولة

كُتبت سطور ونظمت أشعار وصرفت الملايين على أفلام ومسلسلات عن الحب. الجميع يدعي معرفته ومعرفة أسبابه. يقال هو شعور، وهو محرك الثوابت. لكن ما ومن نحب يختلف مع تقدمنا في السن. وفي عودة إلى أزمنة غابرة نرى أن معايير من هو محبوب قد اختلفت. يشرح المحلل النفسي إريك فروم في كتابه “فن الحب” الحبّ بأنّه ليس شعوراً مجرداً من أي عملية ذهنية، فهو بدرجة أساسية فن وعملية تتطلب جهداً وتراكماً، ويجب على الناس الاحتفال بالحب كل يوم كعمل محرِّر ومُثرٍ. الأشخاص الذين يتمكنون من تعلم الحب، بطريقة ناضجة وواعية، يفهمون أن الحب ليس امتلاكاً ولا ظروفاً. الحب هو رعاية ورغبة راسخة في تعزيز نمو كل من نحبهم.
معظمنا لم يتقن فن الحب. نحن بالأحرى مبتدئون لواقع نغوص فيه بالصدفة. في بعض الأحيان يقتصر حبنا على الآخرين كالأطفال بدلاً من الكبار، وهذا بدوره يعود إلى ثقافتنا.
لقد تم تشكيلنا من خلال سلسلة من المعايير. جعلونا نرى الحب على أنه بناء من السحر والمثل. في مجتمعنا الحالي، لا تزال هناك فكرة “الحب اللطيف”، حيث يفترض بالرجال أن يسحروا النساء. نحب أن نعتقد أننا ضحايا سهام كيوبيد، وأن هذا الشغف الحقيقي هو ما اختبره عشاق شكسبير الأبديون في فيرونا. نعتقد أننا جميعاً مقدر لنا أن نحب شخصاً ما من خلال الخيوط الحمراء للقدر.
يتطلب تعلم الحب الممارسة والإتقان والعمل المستمر حيث لا يترك الجهد شيئاً للصدفة أو القدر. “الحب ليس شيئاً طبيعياً. بل يتطلب الانضباط والتركيز والصبر والإيمان والتغلب على النرجسية. .إنه ليس شعوراً، إنه ممارسة”، يقول فروم.
يبدأ الحب منا، أفراداً منعزلين. مع قدرتنا على التركيز على ذواتنا، على ما نحب ونكره. على ما نريده ونطمح له. أن نحب أنفسنا، منعاً للبحث عن نثرات حبٍ خارجنا، غالباً ما تتركنا فاقدين الأمل بالحب والحياة. فما نبحث عنه خارجنا، غالباً ما يكون وليد العصر .
نريد جميعاً أن نكون محبوبين. نتوق إلى أحد يعتني بنا، ويقدرنا، ويثني على أفعالنا. ومع ذلك، هناك شيء يجب أن نضعه في الاعتبار: الحب السلبي غير ناضج ولا يعمل. وهنا يفرّق فروم بين الحب الناضج وغير الناضج بقوله: الحب غير الناضج يقول: “أنا أحبك لأنني بحاجة إليك”. الحب الناضج يقول: “أنا بحاجة إليك لأنني أحبك”.
الحب فعلاً يهدف للراحة، إنه سيناريو نشط وحاضر. يجب أن نعتني ببعضنا البعض، ونحب بعضنا البعض، ونحترم بعضنا البعض. عندما يعرف شخص ما حقاً كيف يحب شخصاً آخر، فإنه يسمح له بالمشاركة. يعطي ويتلقى. ويظل جزءاً نشطًا من المشروع حيث يوجد دائماً نموّ روحيّ وعاطفيّ.
نحن في عملية بحث عن الشريك المثالي، الذي يتوافق مع جميع أحلامنا ورغباتنا. ونشعر بالقلق والإحباط لعدم عثورنا على “الحب الحقيقي”. بينما، في الواقع، لا نعرف حتى ما إذا كنا على قدم المساواة للحفاظ عليه. نمتلئ أحياناً بالتركيبات الرومانسية لدرجة أننا نميل إلى تجاهل شيء بالغ الأهمية. الحب يتطلب العمل. من المهم بالنسبة لنا أن نعرف كيفية مواجهة التحديات التي تصاحب العلاقة الجيدة.
وتعلم الحب يعني معرفة كيفية التخلص من جميع الاحتياجات. كل من يسعى إلى علاقة رومانسية لملء أوجه القصور لديه سيشعر بعدم الرضا، لدرجة سينتهي به الأمر بقيادة الشخص الآخر إلى حالة عبودية دائمة. أما الحب فهو شكل من أشكال الطاقة. إنه دافع يشجعنا على التحرك والتعبير عن أنفسنا والإبداع. وعلينا أن نتذكر أن الحب شيء يجب أن نعيشه ونشكله. يتغذى الشغف الأصيل على المشاعر والنضج والتوازن، ويدرك أن أجمل عمل فني يتطلب العمل الجاد والتفاني.
الحب مثل الموسيقى واللوحات والنجارة والكتابة والهندسة المعمارية، يحتاج إلى فهم النظرية حتى نتمكن من إتقان الممارسة. تماماً مثل أي عمل إبداعي، سنجد طريقة للتغلب على كل صعوبة وتحدٍّ وعثرة في الطريق بكفاءة

جولة نسوية

جيما نونو كومبا، رئيسة برلمان جنوب السودان، وأول امرأة تنتخب رئيسة برلمان في العالم العربي. خطوة جديدة تتويجاً لصراع النساء ضمن الحيز العام، وفرض وجودهن في السياسة، ومراكز القرار. سيرتها:
- ولدت كومبا عام 1966 في ولاية غرب الاستوائية
- عاشت في مخيم للاجئين في وسط إفريقيا
- التحقت بالمدرسة الثانوية من 1983 إلى 1986 في جوبا.
- درست الإدارة العامة في جامعة ناميبيا وتخرجت عام 2002.
- انضمت إلى متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان في بداية التسعينيات في الحرب الأهلية ضد الخرطوم
- شاركت في مفاوضات السلام مع الحكومة السودانية عام 2002، في محادثات السلام بكينيا
- بعد التوقيع على اتفاق السلام الشامل عام 2005 بين حركتها وحكومة الخرطوم، عُينت عضواً بالبرلمان القومي للسودان
- تولت كومبا منصب والي ولاية غرب الاستوائية عام 2008، لتكون أول امرأة تشغل المنصب
- تشغل منصب الأمين العام المكلف لحزب الحركة الشعبية، لمنصب وزيرة للشؤون البرلمانية
- عينت وزيرة الكهرباء والسدود عام 2015
بات هناك اعتراف متزايد بقدرات ومواهب النساء غير المستغلة في القيادة والعمل السياسي. على مدى العقدين الماضيين، ارتفع معدل تمثيل المرأة في البرلمانات الوطنية على مستوى العالم بشكل تدريجي من 11.8% في عام 1998 إلى 17.8% في عام 2008، وإلى 23.5% في عام 2018. كذلك شهدت بعض المناطق زيادات كبيرة، مثل جنوب الصحراء الكبرى، حيث ارتفع في السنوات العشرين الماضية، نسبة النساء في البرلمانات من 11 إلى 23.6%، وفي منطقة الدول العربية، التي شهدت زيادة من 3.1 إلى 17.5%.
وعلى الرغم من هذه المكاسب، نادراً ما تشغل المرأة مناصب قيادية. وصحيح أيضاً أن التقدم نحو تحقيق التوازن بين الجنسين في البرلمانات الوطنية في جميع أنحاء العالم بطيء وغير منتظم. بحلول عام 2020، كانت النساء يترأسن 20 دولة فقط من أصل 193 دولة، وتشغل ربع المقاعد البرلمانية على مستوى العالم. تتقاسم النساء أغلبية متساوية أو أكثر في أربعة برلمانات فقط حول العالم، رواندا وكوبا وبوليفيا والإمارات العربية المتحدة .
إلا أن إجمالي التمثيل العالمي لا يزال أقل بكثير من معيار الـ 30%، الذي يتم تحديده على أنه المستوى الضروري للتمثيل لتحقيق “الكتلة الحرجة”، وهي أقلية كبيرة من جميع المشرعين ذوي التأثير الكبير، عوضاً عن عدد قليل من الأفراد .
تعد المشاركة الكاملة والعادلة للمرأة في الحياة العامة ضرورية لبناء ديمقراطيات قوية ونابضة بالحياة والحفاظ عليها. وبناءً على ذلك، أصبحت المشاركة الهادفة للمرأة في الأدوار القيادية الوطنية والمحلية والمجتمعية، محوراً أساسياً للتركيز على سياسة التنمية العالمية. تؤدي المشاركة السياسية للمرأة إلى مكاسب ملموسة للديمقراطية، بما في ذلك استجابة أكبر لاحتياجات المواطنين، وزيادة التعاون عبر الخطوط الحزبية والعرقية، ومستقبل أكثر استدامة .
كما تساعد مشاركة المرأة في السياسة على تعزيز المساواة بين الجنسين ، وتؤثر على كل من مجموعة قضايا السياسة التي يتم أخذها في الاعتبار وأنواع الحلول المقترحة. إضافةً إلى أنه إذا كان المشرع ذكراً أم أنثى، فهذا ينعكس على أولويات سياستهم. ومع انتخاب المزيد من النساء في مراكز القرار، تزداد السياسات التي تؤكد على نوعية الحياة وتعكس أولويات العائلات والنساء والأقليات العرقية .
ومن المهم إدراك أن النساء لسن مجموعة متجانسة. اعتماداً على ما إذا كانت المرأة شابةً أو أكبر سناً، متعلمة أو غير متعلمة، تعيش في مناطق ريفية أو حضرية، فإن لها تجارب حياتية مختلفة تماماً، تؤدي إلى أولويات واحتياجات مختلفة. علاوة على ذلك، لن تضع كل امرأة منتخبة في البرلمان أو أي هيئة تشريعية أخرى قضايا المرأة وحقوقها في صدارة جدول أعمالها. من الواضح أن تمثيل المرأة ليس العامل الوحيد، ولكنه عامل حاسم لتطوير ديمقراطيات شاملة ومتجاوبة وشفافة .
النساء لسن أقلية. هن نصف سكان العالم. لكي تكون المؤسسات السياسية شرعية ديمقراطياً ومستجيبة لجميع المواطنين، يجب أن تكون شاملة لتعددية المجموعات الموجودة داخل السكان. وهذا يتطلب تمثيلاً أكبر للمرأة في البرلمانات الوطنية وتنوعاً أوسع .
غالباً ما تتشكل اهتمامات وأولويات الأشخاص من خلال الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية والعرقية الخاصة بهم. لذلك، يمكن للمشرّعات المنتميات إلى خلفيات مختلفة طرح مجموعة واسعة من القضايا على طاولة البحث للنظر فيها واقتراح الحلول وفقاً لذلك. علاوة على ذلك، يستفيد أي نظام ديمقراطي من تمثيل أشخاص من خلفيات وخبرات حياة متنوعة في مؤسساته السياسية. إنها تمكننا من الاعتماد على مجموعة كاملة من القدرات والمهارات لدى السكان في صياغة السياسات من أجل النهوض بالجميع

جَوِّل أكثر
